آخر الأحداث والمستجدات 

شبح عودة دور الدعارة يحوم حول مدينة الحاجب

شبح عودة دور الدعارة يحوم حول مدينة الحاجب

أصدرت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان (فرع الحاجب) بيانا رسميا تبين فيه تخوفها من عودة انتشار دور الدعارة بالحاجب و تدين بشدة لا مبالاة السلطات التي يجب أن تتحمل مسؤولية محاربة هذه الآفة.

عُرفت مدينة الحاجب، و منذ عقود خلت، بكونها المرتع الأول لبائعات الهوى و الملجأ الأساسي لمن يريد إشباع غرائزه الجنسية. و يرجع تمركز هذه الظاهرة في المدينة لأسباب تاريخية عدة، ففي سنة 1912، حين تم تحويل المنطقة لثكنة لتدريب الجيش في عهد الاستعمار، نظرا لمناخها الريفي و تضاريسها الملائمة لذلك، أصبح السكان يلجأون للدعارة من أجل توفير قوت يومهم على حساب أفراد الجيش، و ذلك بالبحث عن النساء اللواتي يمارسن أقدم مهنة في العالم، و جلبهن من النواحي المجاورة للمنطقة.

تحت طيات الفقر و التهميش و السكنى غير اللائقة و العراء و الضياع، ترعرعت الدعارة و استمر مفعولها إلى ما بعد الاستعمار، كما أصبحت تشكل النشاط الاقتصادي الأول في المنطقة موازاة مع الفلاحة، و إقبال النساء على مزاولة هذا العمل المشين عائد للمستوى المعيشي المزري الذي يعشنه، و عدم قدرتهن على إعالة أطفالهن أو أسرتهن، إذ كان أغلبهن من الأرامل و المطلقات و الأمهات العازبات و ضحايا الوعود الكاذبة و الاغتصاب.

تطورت معضلة الدعارة في الحاجب، و أصبحت المدينة معروفة لدى الجميع بكونها المركز الرئيسي لهذه الآفة، إذ عانت هذه المنطقة من تفشي دور الدعارة و إنشاء خلايا منظمة لها من طرف ممارسيها، و في  سنة 2008، تفاقمت الدعارة بالمدينة بشكل واضح، مما جعل القوات الأمنية تشن حملة عليها لاستئصالها من المنطقة بشكل نهائي، و في هذا الصدد تم إغلاق عدة دور للدعارة و القبض على بعض ممتهنيها، في حين لاذ البعض الأخر بالفرار للمدن و القرى المجاورة كقرية عين لوح التي أصبحت تعاني من هذه الظاهرة كذلك، قبل أن تسقطها اللجان الشعبية.

و في السنة الماضية كذلك، تم إيقاف عينة لا يستهان  بها من ممتهني الدعارة بالحاجب و إقفال الأوكار المخصصة لذلك، و كانت آخر عملية قام بها رجال الأمن هي توقيف 15 شخصا متلبسا في أحد المنازل المخصصة للدعارة بالمدينة، التي تم إغلاقها و متابعة المتهمين بتهمة الفساد و تشكيل شبكة منظمة للممارسات الجنسية  اللامشروعة.

و بعد أن استقرت الأوضاع في مدينة الحاجب، و ضعفت نسبة هذه الظاهرة، أصبح من المحتمل أن تعود للتفشي بشكل مريب بأحياء هذه المدينة، و هذا ما يبرره تسجيل 7 حالات للولادات الغير الشرعية  في الشهرين الأخيرين بالمنطقة، إضافة إلى أن السلطات الأمنية لم تعد تعير لهذه الظاهرة أي اهتمام يذكر في الآونة الأخيرة.

 لكل هذه الأسباب، عبرت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان (فرع الحاجب) في بيان لها توصلت مكناس بريس بنسخة منه، عن امتعاضها الكبير وخوفها من أن تعود هذه الأوضاع المشينة التي تهدد سمعة المدينة، مؤكدة على أنها قامت بزيارات ميدانية، عاينت من خلالها، وجود عدد من المومسات اللواتي تم مصادفتهن في وضح النهار و أمام المارة في انتظار زبنائهن بلباس فاضح على أرصفة الشوارع، و خصوصا بالأماكن التي لها سوابق عدة في هذا المجال.

كما بينت الجمعية في البيان نفسه سخطها على هذا الوضع، موضحة أن دور البغاء أصبحت منتشرة بكثرة في المدينة، و أن هناك من يستغل الدعارة كمصدر للأصوات الانتخابية و يتخذها لأجل أهداف سياسية على حساب كرامة المواطنين و أخلاقهم، في حين أن السلطات المحلية و الأمنية و هيئات المجتمع المدني تضع نفسها في موضع المتفرج المكتوف الأيدي.

علاوة على هذا، أشادت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بتوطيد الجهود للقضاء على هذه الظاهرة، و دق ناقوس الخطر للحد من تفاقمها ببذل قصارى الجهود لوضع القائمين بها عند حدهم، حيث أن ذاكرة المدينة لا زالت تحتفظ بملف (خديجة باهي) الذي اهتز لها الرأي العام و المحلي للمدينة.

جميع الحقوق محفوظـة © المرجو عند نقل المقال، ذكر المصدر الأصلي للموضوع مع رابطه.كل مخالفة تعتبر قرصنة يعاقب عليها القانون.
الكاتب : عفراء علوي محمدي
المصدر : هيئة تحرير مكناس بريس
التاريخ : 2013-09-12 21:01:00

 تعليقات الزوار عبر الفايسبوك 

 إعلانات 

 صوت و صورة 

1  2  3  4  5  6  7  8  9  المزيد 

 إعلانات 

 إنضم إلينا على الفايسبوك